ملخص علم الإجرام : تعريف علم الإجرام
تلخيص ممتاز لمادة علم الإجرام
إذا كنت طالب او باحث أو مهتم بالشأن القانوني فلابد ان تكون على إطلاع بمادة علم الإجرام و في هذا الموضوع سوف تجد ملخص رائع و شامل لعلم الإجرام بخيث يبدأ الملخص بتقديم عام لمادة علم الإجرام (السداسية الخامسة ) و من تم تم تقسيم المادة الى قسمين :
القسم الأول : علم الإجرام :مفهومه، طبيعته العلمية، وأساليب البحث العلمية:
يتم التأريخ عادة لميلاد علم الإجرام بالأعمال التي تم إنجازها من طرف رواد المدرسة الوضعية
الإيطاليين، وكلك خلال الربع الأخير من القرن الرابع عشر، ويتعلق الأمر ب:
1.سيزار لمبروزو: وذلك في مؤلفه الشهير اإلنسان المجرم)1876)؛
2.إنريكوفيري: مؤسس علم الإجتماع الجنائي المنشور سنة 1881 تحت عنوان الافاق الجديدة للقانون
الجنائي؛
3 .جارو فالوا: الذي يبقى مدينا بشهرته لمؤلفه:علم الإجرام.
الفصل الأول:مفهوم علم الإجرام:
الفرع الأول:تعريف علم الإجرام:
أولا:المقصود بالتسمية: يلاحظ من خلال المصطلح العربي أن تعبير "الإجرام" يعني بصورة مدققة
الجريمة كموضوع وظاهرة،وإن أول ملاحظة يمكن تسجيلها من خلال عملية تصفح مؤلفات علم
الإجرام،نجد الكتاب يتالعبون بقصد أو بدون قصد بالمصطلحات التي يستعملونها للدلالة على تسمية
العلم الذي نحن بصدده ، فهم تارة يستعملون تعبير"علم الجريمة" وتارة يستعملون"علم الإجرام" .
ولكن كما سوف يبدو من التحليل اللاحق ،أن كل مصطلح يحمل دلالات وحمولات معرفية مختلفة حسب
ما إذا كنا إزاء "جريمة crime "أو كنا إزاء "إجرام criminalité . "
1.الجريمة كظاهرة فردية:
سميت الجريمة بالظاهرة الفردية نظرا لإرتباطها بالفرد عندما تكون الجريمة نتيجة لمخالفة الفرد
لنصوص القانون الجنائي والمعاقب عنه بمقتضاه ، إذن فالأمر يتعلق بظاهرة نوعية Qualitatif
وقد لجأ الإنسان منذ أقدم العصور إلى تحديد مفهومها كظاهرة فردية،وذلك حسب موضوعها:جرائم
السرقة ،الإغتصاب،التزوير...،وليس استنادا للمفهوم العام والمجرد للجريمة والذي تم إرساؤه انطلاقا
من القرن الثامن عشر.
2.الإجرام كظاهرة جماعية:
يمكن أيضا أن تدرس الظاهرة الإجرامية على أساس أنها ظاهرة جماعية والتي يطلق عليها الإجرام.
فالإجرام يمكن تعريفه كمجموعة المخالفات الجنائية التي تم ارتكابها خالل فترة زمنية
معينة)سنة،عشر سنوات...(،أو داخل دولة وداخل مختلف الدوائر القضائية)إدارية،تجارية...(،أو داخل
مجموعة من الدول تتوفر على خصائص مشتركة)الدول العربية،دول زراعية،دول صناعية،دول
اشتراكية....
بهذا فالإجرام كظاهرة جماعية سيقابل بجريمة كظاهرة فردية نوعية(،سوف تبدو للأولى كظاهرة
كمية،وخلافا لمفهوم الجريمة الذي ارتبط وجوده بالمجتمعات البدائية،فإن مفهوم الإجرام مفهوم جديد
ومعاصر يعود أساسا إلى ظهور عامل الإحصائيات الجنائية وذلك خلال نهاية القرن الثامن عشر
وبداية القرن التاسع عشر.
ومن نتائج التمييز بين المصطلحين هي وجود اختلاف على مستوى المناهج المستعملة وعلى مستوى
النتائج المتوصل إليها.
1.اختلافات على مستوى المناهج المستعملة: ذلك أن دراسة الجريمة كظاهرة فردية يستلزم اللجوء
واستعمال مناهج إكلينيكية،إخضاع المجرم للدراسات النفسية والعضوية،غير أن هذا المنهج يبقى
محدود لأنه لايمكن تعميم نتائجه على باقي المجرمين الأخرين.
في حين أن دراسة الإجرام كظاهرة جماعية يشترط استعمال الإحصائيات الجنائية وما يتفرع عنها
خاصة علم االجتماع.
2.اختلافات على مستوى النتائج المتوصل إليها: إذا ما اعتبرنا "علم الإجرام" علم يدرس الجريمة
فهذا يعني حصر نطاق الدراسة العلمية للظاهرة الإجرامية في بعدها الفردي أي النوعي.
وإذا ما اعتبرناه ذلك العلم الذي يدرس علم الإجرام، فهذا يعني دراسة الظاهرة في أبعادها الكمية،
وبالتالي فإغفال هذا البعد أو ذاك ينتج عنه إقصاء جانب من جوانب الدراسة العلمية للظاهرة
الإجرامية.
وتفاديا لهذا القصور.مهما كانت التعابير المستعملة فإن الظاهرة الإجرامية في بعدها (النوعي،الكمي)
بدراستها بطريقة جدلية تسمح في نهاية المطاف بالإلمام العلمي بكل جوانب الظاهرة الإجرامية أكان
لها بعد فردي أو جماعي.
ثانيا: تعريف علم الإجرام:إن محاولة وضع تعريف دقيق لعلم الإجرام أمر بالغ الصعوبة ، أخذا بعين
الإعتبار على وجه الخصوص حداثة نشأة علم الإجرام ،واعتبار من جهة تقاطع عدة علوم أخرى مما
يتسبب في تعدد التعاريف باختلاف تخصص الباحثين في هذا النطاق لكن هذا لا يعني كما لا ينفي
إمكانية تقديم تعريف مبسط لهذا العلم.
إذ يعتبر علم الإجرام في تعريفات مبسطة أنه:"العلم الذي يدرس الظاهرة الإجرامية وكافة الظواهر
المرتبطة بها،وكذا أساليب معالجتها".
ويعتبر علم الإجرام كذلك ذلك العلم الذي يهتم بالدراسة العلمية للظاهرة الإجرامية،وذلك في بعدها
الإجتماعي كظاهرة اجتماعية وفي بعدها الفردي كسلوك إجرامي للفرد،(وهذا التعريف يقال أنه أصبح
كالسيكيا).
ومن خلال هذا التعريف،يبدو أن الهدف الأساسي المتوخى من دراسة الظاهرة الإجرامية في علم
الإجرام.ليس فقط القيام بعملية جرد سطحية،بل لتحديد مختلف العوامل،)سواء تلك التي تقع في النطاق
الفردي أو الجماعي(،التي تدفع بالمجرم إلى الوقوع في مخالب الإجرام.
وهكذا يتم تحديد مفهوم علم الإجرام في تعريفات مبسطة على أساس أنه:"العلم الذي يدرس الظاهرة
الإجرامية وكافة مختلف الظواهر المرتبطة بها وكذا أساليب معالجتها".
كما يدرس خصائص المجرمين وطبائعهم،والبيئة التي تفرزهم ومختلف أوجه أنشطتهم،وكذا دراسة
شخصية المجرم لتحديد بطريقة موضوعية وعلمية الأسباب الدافعة به إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي
وخصائصه وذلك قصد القيام بعملية بعملية تصنيف المجرمين.
يبدو لأول وهلة أن هذه التعاريف جذابة للغاية بل وأكثر من ذلك بسيطة وسهلة لكنها لم تؤدي ولن
تقود نحو تأسيس أرضية متفق عليها ومقبولة من طرف الجميع،ولن تكون كما بين الإختلافات التي
تثار دوما من طرف الباحثين في هذا الإطار.
وأما كثرة ووفرة مفاهيم علم الإجرام إلى حد يفوق علماء الإجرام أنفسهم،ثم حصر مفهوم علم الإجرام
في "علم الأسباب اإلجرامية " وبهذا فمحاولة وضع مفهوم لعلم الإجرام أصبحت تتخذ زاويتين:
اتجاه تضييقي واتجاه توسيعي
1 .المفهوم الواسع لعلم الإجرام:
أ.مفهوم إنريكو فيري: بالنسبة لهذا الأخير فإن علم الإجتماع الجنائي والذي ليس إلا مرادفا لغويا
واصطالحيا لعلم الإجرام.وهو خالصة أو مجموعة لكل العلوم الجنائية الأخرى،فهو يشمل على وجه
الخصوص القانون الجنائي والذي ليس إلا الإطار أو الجانب القانوني لهذا العلم.
ب.المدرسة األمريكية الكالسيكية: عرف سدرالند أحد رواد هذه المدرسة بأن علم الإجرام هو ذلك
العلم:"الذي يدرس الجريمة كظاهرة اجتماعية".وبناء على هذا المفهوم فإن علم الإجرام يشمل في
نظر سدرالند :
- سياسة صياغة ووضع النصوص التشريعية؛
- الجريمة كسلوك يتنافى مع القيم التي يدافع عنها القانون؛
- ردود الفعل التي تخلفها الجريمة بعد ارتكابها،بما أنها سلوك عدواني موجه ضد مصالح المجتمع.
وعلى ضوء هذه المراحل الثلاث التي تتفاعل فيما بينها يمكن استنتاج أن مفهوم علم الإجرام بالنسبة
لرواد المدرسة الأمريكية الكلاسيكية ينقسم إلى ثالث فروع رئيسية :
علم الأسباب الجنائية،علم االجتماع القانون الجنائي،وعلم العقاب.
وهذا فعلم الإجرام باعتباره علم الأسباب الجنائية يدمج بين علم الإجتماع الجنائي وعلم
العقاب.فإن طريقة مقاربة الظاهرة الإجرامية ستتبلور وتصبح الإرضية لتطوير هذه
الدراسة"تحليل الظاهرة الإجرامية"،وهذا ما حدث بالفعل خلال النصف الثاني من القرن
العشرين ، مع ظهور نظرية الوصمة الإجتماعية خلال ستينيات القرن الماضي،وعلم الإجرام
الراديكالي خلال عقد السبعينات ثم بعد ذلك علم الإجرام النقدي.
ج.المدرسة الموسوعية: عمل رواد المدرسة النمساوية الموسوعية على التميز بين علم
الإجرام والقانون الجنائي. وتسجل بعض الملاحظات فيما يخص صياغة إنريكوفيري
-القانون الجنائي هو علم قاعدي يتضمن قواعد قانونية ترمي إلى ما ينبغي أن يكون عليه
الفرد؛
- أما علم الإجرام فهو علم واقعي يدرس ما هو كائن وما هو واقع.
وإذا كان هذا التمييز يذهب نحو تحديد وإرساء مفهوم ضيق لعلم الإجرام،فإن هذا الإخير يظل
علما مركبا حسب رواد المدرسة الموسوعية،لأنه يتضمن إلى جانب علم الإسباب الجنائية علم
السياسة الجنائية وعلم العقاب.
2.المفاهيم الضيقة لعلم الإجرام: يتميز هذا الإتجاه بنوع من التجانس الفكري النسبي
بخصوص زاوية دراسة وتحليل الظاهرة الإجرامية.إذ توجد بعض الإختلافات النسبية ولكن
ذلك لا يمنع من وجود أرضية مشتركة فيما يتعلق بمفاهيم علم الإجرام.
أ.أوجه الإختلافات: يتم وضع علم الإجرام في قالب علمي خالص يهدف إلى دراسة
الإسباب،والقوانين،التي تنتج الظاهرة اإلجرامية.
- وهذا ما تم إرساؤه في بداية القرن من طرف الفقيه Cuche في مقال شهير بعنوان "قليل
من علم الإجرام"،حيث تمت التفرقة بين علم الإجرام كعلم خالص وبين مجموعة العلوم
التطبيقية التي يطلق عليها السياسة الجنائية.وحسب هذا الإتجاه فعلم الإجرام لا يمكن تحديده
إلا على أساس أنه الدراسة العلمية لأسباب الجريمة؛
- وهناك من يرى بأنه إذا كان علم الإجرام حقا علما نظريا، فإنه يمكن أيضا الإتفاق على
اعتباره بقوة الإشياء علما تطبيقيا ، لأنه حاول منذ بداية الأبحاث العلمية بخصوص الظاهرة
الإجرامية استلهام الجوانب العلمية قصد تأسيس مفهوم لعلم الإجرام يأخذ بعين االعتبار
الجوانب التطبيقية التي تحكمت في تأسيس هذا العلم نفسه.
- أما بالنسبة ل " penatel jeaun "فهو يرى بضرورة التمييز بين علم الإجرام والقانون
الجنائي،وكذا تمييزه عن علم الأدلة الجنائية بل وأيضا تمييزه عن علم العقاب.
ولكن ما لا يمكن د penetel.j لا إغفاله ولا التهاون بصدده هو الجانب التطبيقي لعلم الإجرام.
فعلم الإجرام إن كان علما نظريا صرفا فلن تكون له أي فائدة علمية في نظر p.j وقد توصل
في النهاية على ضوء هذه المقدمات يتم تقسيم علم الإجرام إلى قسمين:
1.علم الإجرام العام(الشق النظري): يتولى علم الإجرام العام كفرع نظري عملية تنسيق
المعطيات العلمية التي تم التوصل إليها في هذا الباب وتبويبها أي ما يتعلق بعوامل الإجرام
الأليات المتحكمة في إنتاجها.
2.علم اإلجرام اإلكلينيكي (الشق التطبيقي): والذي يستند في طريقة مقاربته للظاهرة
الإجرامية ، على طريقة مقاربة متعددة المناهج لنفس الحالة الفردية المدروسة، وذلك كله
طبعا في أفق وضع نظام عالجي للمجرم ،وفي مرحلة ثانية وقاية المجرم من العود أو أية
محاولة للسقوط مرة ثانية في هاوية الجريمة.
وطبقا لنظرية p.j ،فعلم الإجرام اإلكلينيكي هو الذي يمثل في النهاية الفرع الإكثر تميزا
وخصوصية بالنسبة لعلم الإجرام.
ب-الإرضية المشتركة: رغم اختالف الباحثين في ميدان علم الإجرام لا يمكن إنكار أنهم في
سبيل البحث عن تحديد مفهوم ضيق لعلم الإجرام،يتقاسمون منطلقات وأفكار تشكل أرضية
فكرية موحدة بالنسبة لهم،ويمكن إجمالها كما يلي:
يلاحظ أن مفهوم علم الإجرام لدى أنصار هذا الإتجاه يتم تحديده من إحدى المسلمات الغير
القابلة للنقاش ، وهو أنه لا بد من إقامة الفرق بين علم الإجرام والقانون الجنائي، لأنهما
فرعان يختلفان بغاياتهما ومناهجهما .فالأول علم تجريبي وصفي أما الثاني فهو علم قاعدي.
وبالمقابل فإن تحديد المفهوم الضيق على هذا النحو، فإنها تحدد مفهومه في دراسة الأسباب
والديناميكية الإجرامية وبالتالي فإنها تستبعد أيضا بكل وضوح من حقل أبحاثها العلمية
ودراستها للظاهرة الإجرامية كل من :
*العدالة الجنائية،*علم الأدلة الجنائية*علم اجتماع القانون الجنائي.
من خلال التعريفات الماضية،فإن جوهر مفهوم علم الإجرام هو كونه يهدف إلى تفسير
الظاهرة الإجرامية التي تختزل في نهاية المطاف طرفين رئيسين:
المجرم والجريمة،وبالتالي فالمجرم والجريمة هما المحور الأساسي لعلم الإجرام.
يتبع ........
نظرا لطول الموضوع و للإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بمادة علم الإجرام كان لا بد لنا من تقسيم الموضوع الى أجزاء
تلخيص ممتاز لمادة علم الإجرام ( الجزء الثاني ) "مفهوم الجريمة و المجرم "
أو يمكنكم تحميل الملخص كاملا من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق